وله في وصف شراب في قدح أزرق فيه صور .
( كم منة للظلام في عنقي ... بجمع شمل وضم معتنق ) .
( وكم صباح للراح أسلمني ... من قلق ساطع إلى فلق ) .
( فعاطنيها بكرا مشعشعة ... كأنها في صفائها خلقي ) .
( في أزرق كالهواء يخرقه اللحظ ... وإن كان غير منخرق ) .
( كأن أجزاءه مركبة ... حسنا ولطفا من زرقة الحدق ) .
( ما زلت منه منادما لعبا ... مذ أسكرتها السقاة لم تفق ) .
( تختال قبل المزاج في أزرق الفجر ... وبعد المزاج في الشفق ) .
( تغرق في أبحر المدام فيستنقذها ... شربنا من الغرق ) .
( فلو ترى راحتي وزرقته ... من صبغها في معصفر شرق ) .
( لخلت أن الهواء لاطفني ... بالشمس في قطعة من الأفق ) - من المنسرح - .
وله من قصيدة .
( كم للصبابة والصبا من منزل ... ما بين كلوا ذا إلى قطربل ) .
( جادته من ديم المدام سحائب ... أغنته عن صوت الحيا المتهلل ) .
( غيث إذا ما الراح أو مض برقه ... فرعوده حث الثقيل الأول ) .
( لطفت مواقع صوبه فسجاله ... تهمي على كرب النفوس فتنجلي ) .
( راضعت فيه الكأس أهيف ينثني ... نحوي بجيد رشا وعيني مغزل ) .
( فأتى وقد نقش الشعاع ثيابه ... بممزح من نسجها ومثقل ) .
( وكسا البنان بها خضابا ياله ... لو أنه من وقته لم ينصل ) .
( قدح البزال زنادها من دونها ... فتهافتت مثل الشراب المرسل )