( كأنما الحبة في منقارها ... حبابة تطفو على عقارها ) .
( إقدامها ببأسها الشديد ... أسكنها في قفص الحديد ) .
( فهي كخود في لباس أخضر ... تأوي إلى خركاهة لم تستر ) .
( ووصفها المعجز ما لا يدرك ... ومثله في غيرها لا يملك ) .
( لو لم تكن لي لقبا لم أختصر ... لكن خشيت أن يقال منتصر ) .
( وإنما تنعت باستحقاق ... لوصفها حذق أبي إسحاق ) .
( شرفها وزاد في تشريفها ... بحكم أبدع في تفويفها ) .
( فكيف أجزي بالثناء المنتخب ... من صرف المدح إلى اسمي واللقب ) .
وكتب إليه أبو إسحاق بأحسن ما قيل في مدح الألثغ .
( أبا الفرج استحققت نعتا لأجله ... تسميت من بين الخلائق ببغا ) .
( بيانا منيرا كاللجين مضمنا ... نضارا من المعنى أديبا وأفرغا ) .
( فلو لامرئ القيس انتدبت مجاريا ... كبا أو لقس في فصاحته صغا ) .
( متى ما يرم ذا الاسم غيرك رائم ... ليبلغ من غايات فضلك مبلغا ) .
( فإني أسميه به ثم أنثني ... فأسلبه باء من الاسم إذ بغى ) .
( إذا أنا سلمت البلاغة طائعا ... إليك فأي الناس خالفني طغى ) .
( كفتك على رغم الحسود شهادتي ... بأن كنت منه ثم مني أبلغا ) .
( وما هجنت منك المحاسن لثغة ... وليس سوى الإنسان تلقاه ألثغا )