وكتب أبو إسحاق إلى أبي الفرج أبياتا في صفة القبج والخطاطيف ثم كتب إليه هذه الأرجوزة في صفة الببغاء .
( أنعتها صبيحة مليحة ... ناطقة باللغة الفصيحة ) .
( غدت من الأطيار واللسان ... يوهمني بأنها إنسان ) .
( تنهي إلى صاحبها الأخبارا ... وتكشف الأسرار والأستارا ) .
( سكاء إلا أنها سميعه ... تعيد ما تسمعه طبيعه ) .
( وربما لقنت العضيهه ... فتغتدي بذيئة سفيهه ) .
( زارتك من بلادها البعيده ... واستوطنت عندك كالقعيده ) .
( ضيف قراه الجوز والأرز ... والضيف في أبياتنا يعز ) .
( تراه في منقارها الخلوقي ... كلؤلؤ يلقط بالعقيق ) .
( تنظر من عينين كالفصين ... في النور والظلمة بصاصين ) .
( تميس في حلتها الخضراء ... مثل الفتاة الغادة العذراء ) .
( خريدة خدورها الأقفاص ... ليس لها من حبسها خلاص ) .
( تحبسها وما لها من ذنب ... وإنما تحبسها للحب ) .
( تلك التي قلبي بها مشغوف ... كنيت عنها واسمها معروف ) .
( نشرك فيها شاعر الزمان ... والكاتب المعروف بالبيان ) .
( وذاك عبد الواحد بن نصر ... تقيه نفسي عاديات الدهر ) .
فأجابه أبو الفرج بهذه الأرجوزة .
( من منصفي من حكم الكتاب ... شمس العلوم قمر الآداب )