وارتفع مقداره وترفع عن خدمة الصاحب ولم ير نفسه دونه ولم يخل من نوائب الدهر حتى قال ما هو متنازع بينه وبين نفر من الفضلاء .
( من عذيري من حادثات الزمان ... وجفاء الإخوان والخلان ) .
( شاب رأسي وقل مالي وصدت ... عني البيض والتحى غلماني ) .
وله من قصيدة في عميد الملك تفنن فيها وهناه بإتقان الأضحى والمهرجان في يوم وشكا سوء أثر الهرم وبلوغه أرذل العمر .
( قل للعميد عميد الملك والأدب ... اسعد بعيديك عيد العجم والعرب ) .
( هذا يشير بشرب ابن الغمام ضحى ... وذا يشير عشيا بابنة العنب ) .
ومنها .
( خلايق خيرت في كل صالحة ... فلو دعاها لغير الخير لم تجب ) .
( هي التي غمستني في مودته ... بالجسم والروح أفديهن لا بأبي ) .
( أعدن شرخ شباب لست أذكره ... بعدا وردت علي العمر من كثب ) .
( فطاب لي هرمي والموت يلحظني ... لحظ المريب ولولاهن لم يطب ) .
( فإن تمرس بي خصم تعصب لي ... وإن أساء إلي الدهر أحسن بي ) .
ومنها .
( أدركت بالقلم الخطي من قصب ... ما ليس يدرك بالخطى والقضب ) .
( ونلت بالجد والجد اللذين هما ... أمنيتا كل نفس كل مطلب ) .
( فلو أدرت رحى الدنيا مفوضة ... إليك أقطارها دارت بلا قطب ) .
ومنها .
( وقد بلغت إلى أقصى مدى عمري ... وكل غربي واستأنست بالنوب )