فاعزم على ذلك وفقك الله في اختيارك ووصل النجح بإيثارك .
وأصحبه كتابا إلى خالة أبي علي هذه نسخته .
كتابي أطال الله بقاء الشيخ وأدام جمال العلم والأدب بحراسة مهجته وتنفيس مهلته وأنا سالم ولله حامد وإليه في الصلاة على النبي وآله راغب ولبر الشيخ أيده الله بكتابه الوارد شاكر فأما أخونا أبو الحسين قريبه أيده الله فقد ألزمني بإخراجه إلى أعظم منه وأتحفني من قربه بعلق مضنة لولا أنه قلل الأيام واختصر المقام ومن هذا الذي لا يشتاق إلى ذلك المجلس وأنا أحوج من كافة حاضرته إليه وأحق منهم بالمثابرة عليه ولكن الأمور مقدرة وبحسب المصالح ميسرة غير أنا ننتسب إليه على البعد ونقتبس فوائده عن قرب وسيشرح هذا الأخ هذه الجملة حق الشرح بإذن الله والشيخ أدام الله عزه يبرد غليل شوقي إلى مشاهدته بعمارة ما افتتح من البر بمكاتبته .
ونقتصر على الخطاب الوسط دون الخروج في إعطاء الرتب إلى الشطط كما يخاطب الشيخ المستفاد منه التلميذ الآخذ عنه وينبسط إلي في حاجاته فإنني أظنني أجدر إخوانه بقضاء مهماته إن شاء الله تعالى .
وتصرفت بأبي الحسين أحوال جميلة في معاودته حضرة الصاحب وأخذه بالحظ الوافر من حسن آثارها ثم وروده خراسان ونزوله نيسابور دفعات وإملائه بها في الأدب والنحو ما سارت به الركبان ثم قدومه على الشار صاحب غرسسان وحظوته عنده ووزارته له ثم وزارته للأمير إسماعيل بن سبكتكين ثم اختصاصه بعده بالشيخ أبي العباس الفضل بن أحمد الإسفرائيني وأبنائه بغزنة ورجوعه منها إلى نيسابور وإقامته بإسفارئين ثم مفارقته إياها إلى جرجان واستقراره بها الآن ومحله يكبر عن الشعر إلا أن بحر علمه ربما يلقى الشعر على لسان فضله