93 - أبو الحسين محمد بن الحسين الفارسي النحوي .
أحد أفراد الدهر وأعيان العلم وأعلام الفضل وهو الإمام اليوم في النحو بعد خاله أبي الحسن بن أحمد الفارسي ومنه أخذ وعليه درس حتى استغرق علمه واستحق مكانه وكان أبو علي أوفده على الصاحب فارتضاه وأكرم مثواه وقرب مجلسه .
وكتب إليه في بعض أيامه عنده هذه المعماة ليستخرجها .
ما أسود غريب بعيد الدار قريب يقدم فحواه على نجواه ويتأخر لفظه عن معناه .
له طرفان فأحدهما جناح نسر والآخر خافية صقر .
يلقاك من مياسره سانح ومن ميامنه بارح .
تجودك أنواؤه والسنون جماد وتسقيك سماؤه والعيش جهاد بينا تراه على كواهل الجبال حتى يتهيل الرمال قد تجافى قطراه عن واسطته وانضم ساقاه على راحلته .
يخونك إن وفي لك الشباب ويفي لك إن جهدك الخضاب رفعته رفعة المنابر ورفقته رفقة المحابر يروي عن الأحمر وإن شئت عن يحيى بن يعمر .
قد أفضى بك إلى روضة غناء ينعم رائدها وشريعة زرقاء يكرع واردها أخرجه أبا الحسين أسرع من خطفة عين .
( وذاك له إذا العنقاء صارت ... مربية وشب ابن الخصي ) - من الوافر - .
ولما استأذنه للصدر وقع في رقعته لا استدلال يا أخي على الملال أقوى من سرعة الارتحال لكنا نقبل العذر وإن كان مرفوضا ونبسطه وإن كان مقبوضا ولا أمنعك عن مرادك ووفاقك .
وإن منعت نفسي مرادها بفراقك