هجمت على التركي علة الذرب وكان سببها على ما حكاه كاتبه أبو الفتح أحمد بن يوسف إكبابه على فواكه بخارى وكثرة تضلعه منها مع اجتواثه بهوائها ومائها فاضطر إلى الرجوع لما وراءه .
وما زالت العلة تشتد به في طريقه حتى أتت على نفسه وعاد الرضى إلى بخارى واتخذ الواثقي الليل جملا بعد أن أتت الغارة عليه وعلى ما معه من مماليكه وذخائره ونجا برأسه متنكرا إلى نيسابور ومنها إلى العراق وتقلبت به الأحوال في معاودة ما وراء النهر ومفارقته .
فهذه جملة من خبره .
وهذه لمع من شعره .
قرأت بخطه في وصف البرد والنار والفحم .
( وليلة شاب بها المفرق ... قد جمد الناظر والمنطق ) .
( كأنما فحم الغضا بيننا ... والنار فيه ذهب محرق ) .
( أو سبج في ذهب أحمر ... بينهما نيلوفر أزرق ) - من السريع - .
وقوله في الغزل .
( قمر ضياء وصاله من وجهه ... يبدو وظلمة هجره من شعره ) .
( فالمسك خالطه الرحيق رضابه ... سحرا ودر شنوفه من ثغره ) .
( وسدته عضدي وبين محاجري ... لونان مثل عقوده في نحره )