( أرد حد السيف في متنه ... وأقعص اللهذم في العامل ) - من السريع - .
57 - أبو محمد عبد الله بن عثمان الواثقي .
من أولاد الواثق بالله أمير المؤمنين ينظم بين شرف الأصل ووفور الفضل ويجمع أدب اللسان إلى أدب البيان ويتفقه على مذهب مالك ويشعره .
ومن خبره أنه كان نزع بأهله إلى الحضرة ببخارى راجيا أن يحل بها محل أقرانه من أولاد الخلفاء وأمثاله أو يقلد من أحد عمل البريد والمظالم ببعض الكور ما يصلح من حاله فلم يحصل من طول الإقامة بها وكثرة الخدمة لأركانها على شيء وضاق به الأمر فذهب مغاضبا يتوغل بلاد الترك إلى أن ألقى عصاه بحضرة عظيمها نهر أقاخان وما زال يعمل لطائف حيله ودقائق خدعه حتى استمكن منه واختص به وزين له ما كان في نفسه من إزالة الدولة السامانية والاستيلاء على المملكة .
( إنما تنجح المقالة في المرء ... إذا وافقت هوى في الفؤاد ) - من الخفيف - .
فألقى إليه التركي مقاليد أمره وجعل يصدر عن رأيه وينظر بعينه حتى كان ما كان من إلمامه ببخارى في جيوشه وانحياز الرضى نوح بن منصور عنها إلى أهل الشط على تلك الحال المغنية بشهرتها عن ذكرها وكان الواثقي سببا لخرق الهيبة وكشف لثام الحشمة وإزالة الدولة .
فعلا في بخارى وعظم شأنه وبنى التدبير على أن يبايع بالخلافة ويتقلد التركي أعمال خراسان وما وراء النهر من يده وهو غافل عما في ضمير الغيب وكان يركب في ثلثمائة غلام ويقيم أحسن مروة ويبسط من جناحه في الأمر والنهي والحل والعقد فلم يمض إلا أشهر حتى