ثم قال وأحسن ولطف وظرف .
( قد كنت أشفق من دمعي على بصري ... فاليوم كل عزيز بعدكم هانا ) .
ثم أراد أن يزيد على الشعراء في وصف المطايا فأتى كما قال الصاحب بأخزى الخزايا فقال .
( لو استطعت ركبت الناس كلهم ... إلى سعيد بن عبد الله بعرانا ) .
قال الصاحب ومن الناس أمه فهل ينشط لركوبها والممدوح لعل له عصبة لا يريد أن يركبوا إليه فهل في الأرض أفحش من هذا السخف وأوضع من هذا التبسط .
ثم أراد أن يستدرك هذه الطامة بقوله .
( فالعيس أعقل من قوم رأيتهم ... عما يراه من الإحسان عميانا ) .
وقال ثم قال وأجاد في مدح الممدوح .
( إن كوتبوا أو لقوا أو حوربوا وجدوا ... في الخط واللفظ والهيجاء فرسانا ) .
( كأن ألسنهم في النطق قد جعلت ... على رماحهم في الطعن خرصانا ) .
( كأنهم يردون الموت من ظمأ ... أو ينشقون من الخطي ريحانا ) .
ثم قال .
( خلائق لو حواها الزنج لانقلبوا ... ظمي الشفاه جعاد الشعر غرانا ) .
والزنجي لا يوجد إلا جعد الشعر فكيف ينقلبون عن الجعودة إلى الجعودة وقد