اعترضته تلك العادة المذمومة فقال .
( أغركم طول الجيوش وعرضها ... علي شروب للجيوش أكول ) .
( إذا لم تكن لليث إلا فريسة ... غذاه ولم ينفعك أنك فيل ) .
ثم أتى بما هو أطم منه فقال وذكر الصاحب أنه من أوابده التي لا يسمع طول الأبد بمثلها .
( إذا كان بعض الناس سيفا لدولة ... ففي الناس بوقات لها وطبول ) .
( فإن تكن الدولات قسما فإنها ... لمن ورد الموت الزؤام تدول ) .
قال الصاحب قوله الدولات وتدول من الألفاظ التي لو رزق فضل السكوت عنها لكان سعيدا .
وقال من قصيدة جمع فيها الشذرة والبعرة والدرة والآجرة .
( لك يا منازل في الفؤاد منازل ... أقفرت أنت وهن منك أواهل ) - من الكامل - .
وهذا ابتداء حسن ومعنى لطيف ثم قال .
( وأنا الذي اجتلب المنية طرفه ... فمن المطالب والقتيل القاتل ) .
وهو وإن كان مأخوذا من قول دعبل .
( لا تطلبا بظلامتي أحدا ... طرفي وقلبي في دمي اشتركا ) - من الكامل - .
فإنه آخذ بأطراف الرشاقة والملاحة ثم استمر في قصيدته فجاء بالمتوسط المقارب والبديع النادر والرديء النافر حيث قال .
( ولذا اسم أغطية العيون جفونها ... من أنها عمل السيوف عوامل )