( سقى الدمع مغنى الوابلية بالحمى ... سواجم تغني جانبيه عن الوبل ) .
( ولا برحت عيني تنوب عن الحيا ... بدمع على تلك المناهل منهل ) .
( مغاني الغواني والشبيبة والصبا ... ومأوى الموالي والعشيرة والأهل ) .
( ليالي لا روض الكثيب بلا ندى ... ولا شجرات الأبرقين بلا ظل ) .
( وما كان يخلو أبرق الحزن من هوى ... ولكنني أمسي بغير الهوى شغلي ) .
( فراخ نباني وكرهن وهاجني ... كما هاج ليث الغاب وعوعة الشبل ) .
( وكم قد رحلت العيس في طلب العلا ... فلما بكت سعدي حططت لها رحلي ) .
( نزلت على الأيام ضيفا فلم أجد ... قرى عندها غير النزول بلا نزل ) .
( وقد سامني أهلي المقام بذلة ... ولست بأهل للذي سامني أهلي ) .
( سبيل الغنى رحب على كل سالك ... فما لي أسعى منه في مدرج النمل ) .
( أينكر نص العيس والبيد والدجا ... لمن عزمه عزمي ومن فضله فضلي ) .
( دعوني أصل إرقالها بذميلها ... وأطوي الدجا حتى أرى صبحها المجلي ) .
( حيا لم يفت منا وليا وليه ... ولم يخل من أفضاله كف ذي فضل ) .
( ومبتده الجدوى إذا ما سألته ... فأعطاك لم يعتد ذلك من البذل ) .
( فتى حاز رق المجد من كل جانب ... إليه وخلى كاهل الشكر ذا ثقل ) .
( بعفو بلا كد وصفو بلا قذى ... ونقد بلا وعد ووعد بلا مطل ) .
( من النفر الأعلين في حومة الوغى ... يميلون زهوا غير ميل ولا عزل ) .
( هم راضة الدنيا وساسة أهلها ... إذا افتخروا لاراضة الشاء والإبل ) .
( محلهم عال على السبعة العلا ... وعالمهم موف على العالم الكلي )