( أَسِيرُكَ سِرُّكَ إنْ صُنتَْهُ ... وَأَنْتَ أَسِيرٌ لَهُ إنْ ظَهَرْ ) .
قال أبو عبيد : وقال رجل من سلف العلماء كان يقال " أَملكُ النَّاسِ لنَفْسِهِ مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ مِنْ صَدِيِقِهِ وَخلِيِلهِ " . قال أبو عبيد : أحسب ذلك للنظر في ا لعاقبة لئلا يتغير الذي بينهما يوماً ما فيفشي سرّه .
قلت قد نظر إلى هذا المعنى من قال : .
( إحْذَرْ عَدُوّكَ مَرَّة ... وَحْذَرْ صَديِقَكَ أَلْفَ مَرَّه ) .
( فَلَرُبَّمَا انْقَلَبَ الصَّديق ... فكان أَخبرَ بِالَمَضرَّه ) .
قال أبو عبيد ومن أمثالهم " سِرُّكَ مِنْ دَمِك " يقول : ربما أفشيته فيكون سبب حتفك .
ع : هذا الذي هو عند أبي عبيد حسبان هو يقين وهو الذي عنى هذا الرجل المذكور وقد نظمه الشاعر نظمه وبينه فقال : .
( إحْذَرْ مَوَدَّةَ مَاذِقٍ ... شَابَ المرَارَةَ بِالحَلاوَة ) .
( يُحصْي العُيُوبَ عَلَيْكَ أَيَّام ... الصَّداقَةِ لِلْعَدَاوَة ) وقال آخر :