عليه لانصبابها فإن بال في أعلاها ردت الريح بوله عليه أو نضحته ببوله إن استدبرها لاشتداد هبوبها في نشوز الأرض على أكثر المعهود وأيضاً فإن البائل والمتغوط ينبغي أن يرتاد الوهاد وما ستر من غوامض الأرض وهذا ضد الإشراف على الآكام .
ونقل أبو علي1 قال : كان رجل من بني أبي بكر بن كلاب يعلم بني أخيه العلم فيقول : افعلوا كذا وافعلوا كذا . فثقل عليهم فقال بعضهم : قد علّمتنا كلّ شيء بقي علينا إلا الفعالة لا يكني فقال : والله يا بني ما تركت ذلك من هوان بكم عليّ اعلوا الضراء وابتغوا الخلاء واستدبروا الريح وخوّوا تخوية الظليم بأشملكم .
قال ابن الأعرابي : الضراء : ما انخفض من الأرض وقال غيره هو ما واراك من الشجر خاصة فتراه قد وصاهم أن يأتوا ما انخفض من الأرض وأن يبتغوا مع ذلك الخلاء ويقال خوّى الظليم إذا جافى بين رجليه وقوله امتشّوا يريد امتسحوا واستنجوا بأشمل أيديكم ولذلك سمي المنديل المشوش قال امرؤ القيس 2 : .
( نَمَشُّ بِأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَنَا ... إذَا نَحْنُ قُمْنَا عَنْ عن شوِاءٍ مُضَهَّب ) .
قال أبو عبيد : وقال قيس بن الخطيم الأنصاري .
( إذَا جَاوَزَ الإثْنَيْنِ سِرٌّ فَإنَّهُ ... بِنَثٍّ وَتَكْثيرِ الحَديثِ قَمِينُ ) .
قال وقد أكثر الشعراء في هذا المعنى