خير من ملء واد حباً وكما تقول : " رَهْبُوتي خَيْرٌ مِنْ رحموتي " أي أن ترهب خير من أن تحب وترحم . باب حفظ اللسان في كتمان السر وترك النطق به .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في الإيصاء بكتمان السر : " صَدْرُكَ أَوْسَعُ لِسِرَّكَ " أي فلا تفشه إلى أحد . قال : ومنه قول أكثم بن صيفي : " لا تَفْشِ سِرّكَ إلى أَمَة وَلا تَبُلْ على أَكَمَة " قال أبو عبيد وهذا المثل قد ابتذله الناس .
ومن تحصينهم للسرّ مقالة الرجل لأخيه في الأمر يُسره إليه : " اجعل هذَا في وعاءٍ غَيْرِ سَرِب " قال وأصله في السقاء السائل وهو السرب يقول فلا تُبْدِ سري كإبداء السقاء ماءه السائل . وقد قال بعض الحكماء " السِّرُّ أَمَانَةٌ " وفي الحديث المرفوع : إذا حدث الرجلُ بحديث ثم التفت فهي أمانةٌ وإن لم يستكتمه . وقال أبو محجن الثقفي 3 : .
( وَقَدْ أَجُودُ وَمَالي بِذِي فَنَع ... وَأَكْتُمُ السِّرَّ فِيِه ضَرْبَةُ العُنُقِ ) .
ع : وقد أحال أبو عبيد لفظ هذا المثل بعد هذا فقال في باب الدعابة والمزاح : " لا تُفَاكِه أَمة ولا تَبُلْ عَلَى أَكَمَة " والنهي عن البول على الأكمة معناه لئلا يرجع بوله