( يَا عمرَ بنَ مَعْمَرٍ لا مُنْتَظَرْ ... بَعْدَ الِّذي عَدا القُرُوصَ فَحَرَزْ ) .
فأخْبَرك أنه تعدى القروصَة إلى الحموضة . وفي الحديث : فسقوني لبناً لا محضاً ولا حقيناً الحقين من اللبن : المحقون في الوطب . قال اللغويون : حقنت اللبن إذا صببت لبناً حليباً في سقاء وقد كان فيه رائب فأخذ بعض طعمه ومن أمثالهم " أبى الحَقِينُ العِذْرَة " يقول بطل العذر مع حضور اللبن وكل شيء جمعته من لبن أو شراب ثم شددته فقد حقنته وبه سمي حابس البول حاقناً فأما حابس الغائط فهو حاقب بالباء .
قال الزبير : ومما يشبه هذا حديث أخبرني به محمد بن الضحاك عن أبيه قال : كان الحجاج قد حبس الغضبان بن القبعثري فدعا به يوماً وقال : زعموا أنه لم يكذب قط وليكذبن اليوم فقال له لما أتى به : سمنت يا غضبان قال : القيد والرتعة والخفض والدعة وقلة التعتعة ومن يك ضيف الأمير يسمن قال أتحبني يا غضبان قال : أو فرق خير من حبين . . . إلى آخر الحديث .
ع : أول من قال : " القيد والرَتعة " عمرو بن الصعق بن خويلد بن نفيل ابن عمرو بن كلاب وكانت شاكر - قبيلة من همدان - أسرته فأحسنت إليه ورفهت عنه وكان يوم فارق أهله نحيفاً من شاكر وصاد في طريقه أربناً فشواها فبينما هو يأكل منها أقبل ذئب فأقعى غير بعيد منه فنبذ إليه من شوائه فولى عنه فقال عمرو : .
( لَقَدْ أَوْعَدَتْني شَاكِرٌ فَخَشِيتههُا ... وَمِنْ شَعْب ذي هَمْدانَ في الصدرِ هاجس ) .
( قَبَاشِلُ شَتَّى أَلَّفَ اللهُ بَيْنها ... لَها حَجَفٌ فَوْقَ المَنَاكِبِ يَابِسُ )