13 - باب الرجل يعرف بالصدق ثم يحتاج إلى الكذب .
قال أبو عبيد : من أمثالهم في هذا " عِنْدَ النَّوَى يكذبُكَ الَّصادِقُ " ثم ذكر عن المفضل حديث المثل بطوله فقال إن رجلاً كان له عبد لم يكذب قط فبايعه رجل ليكذبنّه وجعلا الخطر بينهما أهلها ومالهما الرجل لسيد العبد : دعه يَبِتْ عندي الليلة ففعل فأطعمه الرجل لحم حوار وسقاه لبناً حليباً كان في سقاء حازر . فلما أصبحوا تحملوا وقال للعبد : الحق بأهلك فلما توارى عنهم نزلوا فأتى العبد سيده فسأله فقال : أطعَموني لحماً لا غَثّاً ولا سميناً وسقَوْني لبناً لا محضاً ولا حقيناً وتركتهم قد ظعنوا فاستقلوا فساروا بعد أو حَلّوا وعند النوى يكذبك الصادق فأرسلها مثلاً وأحرز مولاه أهل الذي بايعه وماله .
قال الزبير بن بكار : ومما يشبهه حديث اخبرني به محمد بن الضحاك عن أبيه قال كان الحجاج قد حبس الغضبان بن القبعثري فدعا به يوماً وقال : زعموا أنه لم يكذب قط وليكذبن اليوم فقال له لما أتي به : سمنت يا غضبان . قال القيد والرتعة والخفض والدعة وقلة التعتعة ومن يك ضيف الأمير يسمن . قال : أوَ تحبني يا غضبان قال : أو فَرَقاً خيراً من حُبيّن . قال : لأحملنك على الأدهم . قال : مثل الأمير حمل على الأدهم والكميت والأشقر . قال : إنه جديد قال : لأن يكون حديداً خير من أن يكون بليداً وفيه : فسقاه لبناً حليباً كان في سقاء حازر . يقال حزر اللبن والنبيذ إذا اشتدت حمضته فهو حازر قال الراجز وهو العجاج3