وحضر بابَ عبد الملك بن مروان ناسٌ من العرب فيهم تمميمي ونميري فمرّ عليهم رجل يحمل بازياً فقال التميمي للنمري : ما انظرأحمق هذا البازي ففهم النميري ما أراد فقال الله نعم وهو يصيد القطا : .
أراد التميمي قول جرير3 : .
( أنا البازي المطلُّ على نُمَيْرٍ ... أُتِيحَ منَ السَّمَاء له أنْصِبابا ) .
وأراد النميري قول الطرمّاح 5 : .
( تَمِيمٌ بِطُرْقِ اللُّوْم ِ أهْدَى مِنَ القطا ... وَلَوْ سَلَكَتْ سُبْلَ المَكَارِمِ ضَلَّتِ ) .
قال أبو عبيد : وكان ما دعانا إلى تأليف هذا الكتاب وحثّنا عليه ما روينا من الأحاديث المأثورة عن النبي التي قد ضربها وتمثل بها هو ومن بعده من السلف ذكرنا بعض ذلك ليكون حجة لمذهبنا فكان مما حقظ عنه عليه السلام منهاالمثل الذي ضربه الإسلام والقرآن وهو قوله : " ضَرَب اللهُ مَثَلاً صَرِاطاً مُسْتَقِيماً وَعَلَى جَنبَتَيِ الصِّراطِ سُورٌ فِيِهِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى تِلْكَ الأبْوابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ وَعَلَى رَأسِ الصِّراطِ دَاعٍ يَقُولُ : اْدخُلُوا الصَّرَاطَ وَلا تَعُوجوا . قال : فالصِّرَاطُ الإسلامُ والسُّورُ حُدُودُ اللهِ والأبْوَابُ المُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللهِ وَذلِكَ الدَّاعِي القُرْآن " 6