وقال أبو العميثل الأعرابي : الصبيان إذا رأوا عجباً تحشدوا له مثل القرد والحاوي فلا ينادون ولكن يتركون يفرحون والمعنى أنهم في أمر عجب .
وقال الفراء : هذه لفظة تستعملها العرب إذا أرادت الغاية وأنشد : .
( لَقَدْ شَرَعَتْ كَفَّا يَزيد بن مَزْيدٍ ... شَرَائِعَ جُودٍ لا يُنَادى وَلِيدُها ) .
وقال ابن الأعرابي : معناه أمر كامل ليس فيه خلل ولا اضطراب قد قام فيه الكبار واستُغني بهم عن نداء الصغار .
قال أبو عبيد : وقد روينا قولهم : ( قَدْ بَلَغَ الماءُ الزُّبى وقَدْ تَجَاوَز الحِزامُ الطُّبيين ) عن عثمان بن عفان Bه أنه كتب بهما إلى علي Bه وكان غائباً وعثمان محصور في كلام قد ذكرناه في غريب الحديث .
ع : كتب عثمان إلى علي Bهما : أما بعد قد بلغ الماء الزّبى وتجاوز الحزام الطبيين وطمع في من كان لا يدفع عن نفسه : .
( فَإِنْ كُنْت مَأْكُولاً فَكُنْ خَيْرَ آكل ... وإِلاَّ فَأّدْرِكْنِي وَلَمَّا أُمَزِّقِ ) .
وقد فسر أبو عبيد معنى المثلين .
وقد ذكرنا فيما تقدم من الكتاب هذا البيت وقائله وما اتصل بمعنى ذلك .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في الأمر إذا انتهى فساده : ( كَدَابِغَة وَقَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ ) ثم قال : وقال المفضّل إن المثل لخالد بن معاوية السعدي