إن تفسير عقاب ملاع : سريع لأن الملع السرعة يقال : ناقة ملوع ومليع أي سريعة فمعنى عقاب ملاع أنّ العقاب كلما علت في الجبل كان أسرع لإنقضاضها يقول : فهذه عقاب ملاع أي العالي أي تهوي من علو وليست بعقاب القواعل وهي الجبال القصار .
هذا قول أبي بكر وروايته وكذلك رواه محمد بن حبيب وغيرهما .
وزعم قوم أن ملاع لا يجرى أسمٌ للصحراء . وإنما قالوا ذلك لأن عُقاب الصحراء أسرع وأبصر من عقاب الجبال .
ورواه الأصمعي عُقاب تنوفىَ وهي ثنية من جبل طيء مشرفة .
قال أبو عبيد : وهذا مثل قولهم : ( في الدُّهيم ) أن أصلها كان أن إخوة قتلوا فحملوا على ناقة يقال لها الدهيم فجعلتها العرب مثلاً في البلايا العظام .
ع : كان من خبر الدهيم أن مالك بن كومة الشيباني لقي كنيف بن عمرو وكان مالك نحيفاً وكان كنيف ضخماً فلما أراد مالك أسر كنيف اقتحم كنيف عن فرسه لينزل إليه مالك فيبطش به فأوجره مالك السنان وقال : والله لتستأسرن أو لأقتلنك فأدركهما عمرو بن الريان فاحتقّ فيه هو ومالك بن كومة أي اختصما فقالا : قد حكمنا كنيفاً من أسرك يا كنيف فقال : لولا مالك بن كومة لكنت في أهلي .
فلطمه عمرو بن الريان فغضب مالك بن كومة وقال : أتلطم أسيري . إن فداك يا كنيف مائة بعير وقد وهبتها لك بلطمة عمرو وجهك وجزّ ناصيته وأطلقه .
ولم يزل كنيف يطلب عمراً باللطمة حتى دلّه عليه رجل من عقيلة وقد ندّت له إبل فخرج عمرو وإخوته في طلبها فأدركوها وذبحوا حواراً