219 - باب هلاك القوم بالحوادث في الأَبدان .
قال أبو عبيد : قال الأصمعي : من أمثالهم في الهلاك قولهم : ( وَقَعَ القَوْمُ في وَادِي جَذبات ) قال : وقد يقال ذلك فيهم أيضاً إذا جاروا عن القصد .
قال الكسائي : ويقال أيضاً : ( وَقَعَ القَوْمُ في وَادِي تُضُلِّل وفي وادي تُهُلّكَ وفي وادي تُخُيّبَ ) كله مِثل المعنى الأول .
ع : أما قولهم في وادي تجذب فإنه الذي يجذبهم هكذا وهكذا بضلاله لا يهتدون فيه لوجهة فطوراً يشرقون وطوراً يغربون وتارة يأخذون ذات الجنوب وتارة ذات الشمال .
وأما قولهم : وادي تهلّك ووادي تَضلّل ووادي تخيّب فذلك من الضلال والهلاك والخيبة .
وفي ( البارع ) عن أبي الصقر : سلك فلان في وادي تِضِلّلَ بكسر التاء والضاد إذا تكلّم فأخطأ أو عمل شيئاً فلم يصب وجهه وجار عنه .
قال أبو عبيد : قال الأصمعي ومنه قولهم : ( أَخَذُوا طَريقَ العِيصَين ) .
ع : هكذا رواه أبو عمر ابن أبي الحباب وغيره عن أبي علي العيصين بالياء أخت الواو كأنه تثنية عيص وهو الشجر الملتف .
ووقع في كتاب قاسم بن سعدان أخذوا طريق العَبْصَين بالباء المعجمة بواحدة وكذلك قال علي بن عبد العزيز .
قال أبو حاتم : سألتُ الأصمعيّ عن قولهم سلك طريق العنصلين إذا أخطأ الطريق والصاد مفتوحة ولا تكون مضمومة وقد حكى غيره فيها الضم كما يقال :