باب دول الدهر الجالبة للمحبوب والمكروه .
قال أبو عبيد : من أمثالهم في دول الدهر : ( مَنْ يَرَ يَوْماً يَرَ بِه ) وبعضهم يقول : ( من يَرَ يوماً تَرَ به ) .
ع : أول من قاله كلحب بن شؤبوب الأسدي كان خبّاً خبيثاً يغير على طيء وحده وإن حارثة بن لأم الطائي دعا رجلاً من قومه فقال له : أما تستطيع أن تكفيني هذا الخبيث قال : نعم ثم أرسل عشر عيون عليه فعلموا مكانه فانطلق إليه في جماعة فوجدوه نائماً وفرسه مشدود عنده فنزل الرجل وأصحابه فقبضوا عليه فاستيقظ فزعاً وقبض على حلق أحدهما فقتله وبادر الباقون إليه فأخذوه وشدوه وثاقاً .
وقال ابن المقتول واسمه حوذة : دعوني أقتله بأبي قالوا : لا حتى نأتي به حارثة فأتوه به فقال له حارثة : يا كلحب إن كنت أسيراً فطالما أسرت .
فقال : ( مَنْ يَرَ يوماً يَرَ به ) وقال حوذة لحارثة : أعطنيه أقتله بأبي قال : دونكه وجعلوا يتكلمون وهو يعلك كتافه حتى انحل ثم وثب وهو يحاصرهم وتواثبوا على الخيل فأعجزهم على رجليه .
وقال الراجز : .
( مَنْ يَرَ يَوْماً يَرَ بِه ... وَالدّهْرُ لا يغْتَرُّ بِهْ ) 217 باب حؤول الدهر وتنقله بأَهله .
قال أبو عبيد : ومن أمثال أكثم بن صيفي : ( كُلُّ ذاتِ بَعْلٍ سَتَئيم )