( كُلُّ امْرىءٍ مُقَاتِلٌ عَنْ طَوْقِهْ ... وَالثَّوْرُ يَحْمِي جِلْدَهُ بِرَوْقِه ) .
قوله من فوقه : أي من السماء بقدر وهو معنى قول أبي بكر لعائشة في حديث الإفك : إن الله قد أنزل عذرك من فوق رأسك أي من السماء قاله قاسم بن ثابت .
وذكر أبو عبيد خبر خالد بن الوليد عند موته وقوله : ( ها أَنَذَا أَمُوتُ حَتْفَ أَنْفِي كَمَا يَمُوتُ البَعِيرُ ) .
ع : هكذا رواه أكثرهم عن أبي عبيد .
وفي كتاب قاسم بن سعدان ( كَمَا يَمُوتُ العَنْز ) والصحيح كما يموت العير لأن البعير والعنز من السائمة المأكولة وأكثر ميتتها بالنحر والذبح لا حتف أنوفها .
والعير من الحمر الأهلية وأكلها محجرّ منهي عنه فإنما منيّتها حتف أنوفها .
ومن جيّد الشعر في هذا المعنى قول الشاعر ويقال إنه لمعاوية بن أبي سلان : .
( أَكَانَ الجَبَانُ يَرَى أَنَّهُ ... يُدَافِعُ عَنْهُ الحذَارُ الأَجَلْ ) .
( فَقَد تُدْرِكُ الحَادِثَاتُ الجَبَانَ ... وَيَسْلَمُ مَنهَا الشَّجَاع البَطَل ) .
قال أبو عبيد : ومنه الشعر الذي تمثل به سعد بن معاذ يوم الخندق : .
( لَبّث قَلِيلاً يَلحَقِ الهَيْجَا حَمَل ... مَا أَحْسَن الموْتَ إِذَا حان الأَجَلْ ) .
ع : يعني حمل بن بدر الفزاري الذي يقول فيه قيس بن زهير :