ومثله قول أبي الدرداء الأنصاري " مَنْ لَكَ يَوماً بأخيك كله " وكذلك قولهم " أيُّ الرِّجالِ المُهذَّبُ - ومنه قول النابغة الذبياني : .
( وَلَسْتَ بمِسْتَبْقٍ أَخاً لا تَلُمُّهُ ... عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجالِ المْهذَّبُ ... .
قال أبو عبيد : معاني هذه الأمثال كلها أنه ليس أحد يخلو من عيب يكون فيه فإذا كان الغالبَ على الرجل الإحسان اغتفرت سقطته ومنه الحديث . . .
ع : أول من نطق بهذا المثل حُبىَّي بنت مالك بن عمرو العدوانية وكانت جميلة خطبها بعض ملوك غسان إلى أبيها وحكّمه في مهرها فأنكحه إياها فلما أراد حملها قالت أمها لنسوتها : إن لها عند الملامسة رشحة لها قَنَمةٌ فإذا أردتن إدخالها على زوجها فامسحن أعطافها بما في أصدافها فلما أردن ذلك أعجلهن زوجها عن تطييبها فافتضها فوجد لها رويحة فلما أصبح قال له أصحابه كيف وجدت طروقتك فقال : لم أرَ كالليلة لولا رويحة أنكرتها . فسمعت قوله من خلف الستر فقالت : " لَنْ تَعْدَمَ الحَسْنَاءُ ذامَاً " فأرسلتها مثلاً . وقال الشاعر في معنى هذا المثل ولفظه :