دخل عائذ بن عمرو المزني وكان من صالحي أصحاب محمد على عبيد الله بن زياد فقال : أي بني سمعت رسول الله يقول ( إِنَّ مِنْ شَرِّ الرعَاءِ الحُطَمَة فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنهم ) .
فقال له عبيد الله : اجلس فما أنت إلا من نخالة أصحاب محمد .
فقال : وهل كانت لهم نخالة إنما النخالة بعدهم في غيرهم .
وإذا كان راعي الإبل يَخْرُقُ في إيرادها وإصدارها قيل له : حطمة لأنه يحطمها وإذا كان رفيقاً بها عالماً بمصالحها قيل له تِرْعيّة . 193 باب الخطإِ في رفع الشيءِ وادخاره عند وقت استعماله والحاجة إِليه .
قال أبو عبيد : من أمثالهم في هذا قولهم : ( لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَرُوس ) وذكر معناه ثم قال : وكان المفضل يعرف الحديث ويقول : عروس اسم رجل والعامة تذهب إلى أن العروس هو المبتني بأهله .
ع : قال ابن كرشم : إن عروساً رجل من العرب كانت عنده ابنة عم له فمات عنها فتزوجها بعده ابن عم لها آخر وهي كارهة وانطلق بها إلى أهله وقد زوّدها طيباً في سفط فسارَ بها فمرّ بقبر عروس وبه حيّ حلول فاقبلت تبكيه وترفع صوتها : يا عروس الأعراس ويا شديد الباس مع أشياء لا يعلمها الناس فغضب زوجها فانتهرها وقال : ما تلك الأشياء فقالت : عن المكارم غير نعّاس يُعْمل السيف صبيحات الباس ثم قالت : يا عروس الأعراس الأزهر الكريم المحضر مع أشياء كانت تذكر .
فازداد زوجها غضباً وقال : ما هي تلك الأشياء