وقالوا في مثل ذلك : ( أَتْبِعِ الدَّلْوَ رِشَاءهَا ) قال قيس بن الخطيم : .
( إِذا ما شَرِبْتُ أَرْبَعاً حَطَّ مِئْزَرِي ... وَأَتْبَعْتُ دَلْوِي في السَّماحِ رِشَاءها ) .
( مَتَى يَأْتِ هذا الموْتُ لا يُلْفِ حَاجَةً ... لِنَفْسِيَ إِلا قد قَضَيْتُ قَضَاءها ) 143 باب تعجيل الحاجة وسرعة قضائها .
قال أبو عبيد : من أمثالهم في ذلك قولهم ( النَّفْسُ مُولَعَةٌ بَحُبِّ العَاجِلِ ) وهذا المثل لجرير بن الخطفي في شعر له : ع : هو قوله : .
( إِني لأَرْجُو مِنْكَ خَيْراً عَاجِلاً ... وَالنَّفْسُ مُولَعَةٌ بِحُبِّ العَاجِلِ ) .
وكتب رجل إلى أبي عبد الله معاوية بن عبيد الله وزير المهدي يستنجزه في وعد تقدّم له ونزع بهذا البيت فوقع في كتابه : ( لَكِنَّ العَقْلَ مُوكلٌ بحبّ الآجل مستصغر لكلّ كَبيرٍ زائِل ) وهذه بلاغة وإصابة وكان أبو عبد الله من البلغاء ومن حكمة كلامه قوله : العالم يمشي البَرَاز آمناً والجاهل يخبط الغيطان كامناً وقوله : لا يكسد رأس صناعة إلا في أرذل زمان وأخس سلطان .
وهو القائل : الصبر على حقوق الثروة أشدّ منَ الصبر على ألم الحاجة