قال : رجل افتقرت فخرجت أطلب الرزق . قال : انطلق معي فلقيا ثالثاً في مثل حالهما .
فاصطحبوا حتى أتوا جوف مراد فرأوا نعماً ملء الأرض فهابوا أن يغيروا فيلحقهم الطلب فقال سليك : كونا قريباً حتى آتي الرعاء فأعلم لكما علم الحيّ وأَلحنَ لكما به ثم أتى الرعاء فلم يزل يتسقطهم حتى أخبروه ببعد الحيّ عنهم فقال لهم سليك : ألا أُغنّيكم قالوا : بلى .
فتغنى ورفع صوته : .
( يَا صَاحِبَيَّ أَلا لا حَيَّ بِالوَادِي ... إِلا عَبِيدٌ وَآم بَيْنَ أَذْوَادِ ) .
( أَتَنْظُرَانِ قَلِيلاً رَيْثَ غَفْلَتِهِم ... أَمْ تَغْدُوَانِ فَإِنَّ الرِّبْحَ لِلْغَادِي ) .
فلما سمعا ذلك أتياه فاطردوا الإبل فذهبوا بها . 139 باب مطلب الحاجة المتعذرة .
قال أبو عبيد : من أمثالهم إذا طلب الرجل من صاحبه حاجة عسيرة ( تَسْأَلني بِرَامَتَين سَلْجَما ) وأصله أن امرأة تشهّت هناك على زوجها السلجم وهي ببلاد السباسب المقفرة فعندها قال هذا .
ع : قال أبو حنيفة : هو الشلجم بالشين معجمة عُرّب فقيل : سلجم قال الراجز : .
( تَسْأَلُني بِرامَتَيْن سَلْجَمَا ... يا مَيّ لو سَأَلتِ شَيْئاً أَمَمَا )