ولما عذل في فتكه به قال : .
( فَلا تُكْثِرُوُا فِيِه الضِّجاجَ فَإنَّهُ ... محَا السَّيْفُ مَا قَالَ ابْنُ دَارَةَ أجمْعَا .
قال الزبير : قال مسافع أبو سالم لزميل بعد أن أمن ويحك يا زميل لمَ قتلت سالماً قال احرقني بالهجاء قال أنت أشعر الناس حين تقول : .
( أجَارَتَناَ مَنْ يَجْتَمِعْ يَتَفَرَّقِ ... وَمَنْ يَكُ رَهْناً لِلْحَوَادِثِ يَغْلَقِ ) .
ع : في هذا معنى لا يفهمه كثير من الناس وإنما أراد مسافع بقوله أنت أشعر الناس في الكلمة المذكورة أن من كان هذا مقداره من الشعر ومنزلته من الإقتدار عليه قارض على الهجاء بأشَدّ منه وأبلغ وانتصف من هاجيه هجواً بهجو ولم يتعدّ إلى القتل وبيت زميل أول القصيدة وبعده : .
( وَمَنْ لا يَزَلْ يُوفي على الموْت نَفْسَهُ ... صَبَاحَ مَسَاءَ يا ابْنَةَ الخَيْر يَعْلَقِ ) .
( وَيُفْرَقُ بَيْنَ النَّاسِ بَعْدَ اجْتماعِهِمْ ... وَكُلُّ جَمِيعٍ صالِحٍ لِتَفَرُّقِ ) .
( فلا السَّالِمُ البَاقي عل الدَّهْرِ خَالِدٌ ... وَلا الدَّهْرُ يَسْتَبْقِي حَبِيباً لمُشْفِقِ ) .
يقول : الحوادث تفرق الناس بعد اجتماعهم . ويروى : ولا الدهر يستبقي جنيناً لمشفق . وقد روي هذا الشعر لطارق بن صفوان الضبي ورواه القالي في أماليه لعمارة بن صفوان . أبو عبيد وأخبرني الأصمعي عن أبي الأشهب العطاردي قال كان يقال