( لا أَعْرِفَنَّكَ إِنْ جَدَّتْ عَدَاوَتُنَا ... والتُمِسَ النَّصْرُ مِنْكُمْ عوضُ تَحْتمِلُ ) .
قال الأموي عبد الله بن سعيد : العرب تقول جاء فلان محتملاً من الغضب أي مستخفّاً قال الجعدي : .
( كلباً مِنْ حَسِّ مَا قَدْ مَسَّهُ ... وَأَفَانينِ فَؤَاد مَحْتَمِلْ ) .
أي مستخف .
قال أبو عبيد : ومنه قولهم : ( لا يمْلِكُ مولىً نَصراً ) وكان المفضل فيما روي عنه يقول : إن أول من قاله النعمان بن المنذر وذلك أن العيّار بن عبد الله الضبي كان الذي بينه وبين ضرار بن عمرو سيئاً وذكر خبرهما مختصراً .
ع : كانا وفدا على النعمان فأجرى عليهما نزلاً وكان العيّار بطّالاً يقول الشعر يضحك النعمان وكان قد قال : .
( لا أّذْبَحُ البَازِلَ الشَّبُوبَ وَلا ... أَسْلَخُ يَوْمَ المقَامَةِ العُنُقَا ) .
وكان منزلهما واحداً .
وكان النعمان بادياً فأرسل إليهما بجزر فيها تيس فقال ضرار للعيّار : لو سخلت هذا التيس قال : ما أبالي فذبحه ثم سلخه وانطلق ضرار إلى النعمان فقال : أبيت اللعن هل لك في العيار يسلخ تيساً قال النعمان : أبعدَ قوله قال : نعم فأرسل إليه النعمان فوجده يسلخه فأتي به فضحك معه ساعة فعرف العيار أنّ ضراراً دَهاهُ فأصرّ عليها .
وكان النعمان يجلس في الهاجرة في ظلّ سرادقه ويؤتى بطعامه وكان كسا ضراراً حلّة من حلله وكان ضرار شيخاً أعرج فلما كانت الساعة التي يجلس