( هَزَزْتُكُمُ لَوْ أَنَّ فِيكُمْ مهَزَّةً ... وَذَكَّرْتُ ذا التَّأْنِيثِ فَاسْتَنْوَقَ الجَمَلْ ) .
ع : هذا الشاعر الذي لم يذكر اسمه هو المسيب بن علس وقيل هو المتلمس أنشد شعره الذي يقول فيه : .
( وَقَدْ أَتَنَاسى الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ ... بِنَاجٍ عَلَيْهِ الصَّيْعَرِيَّةُ مُكدمِ ) .
وذلك عند عمرو بن هند فقال طرفة ( اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ ) لأن الصيعرية سمة لا تكون إلا للإناث خاصة .
وأما قول الكميت ( وذكّرْتُ ذا التأنيث فاستنوق الجمل ) : قيل إنما كان حدّ الكلام وصوابه أن يقول : وأنّثْتُ ذا التذكير فاستنوق الجمل أو يقول : وذكّرْتُ ذا التأنيث فاستجملت الناقة ولم أرَ لأحد فيه شيئاً إلا لأبي الحسن بن سيده فإنه قال في بعض كتبه : هذا على القلب أراد : فاستجملت الناقة فقلب .
ولم ينسب هذا القول إلى أحد وهذا ليس بشيء لأن هذا الشعر قاله الكميت يمدح مسلمة بن هشام بن عبد الملك ويهجو خالد بن عبد الله القسري يقول بعد البيت : .
( وَقَرَّظْتُكُمْ لَوْ أَنَّ تَقْريظَ مَادِحٍ ... يُواري عواراً مِنْ أَدِيمِكُم النَّغل ) .
( غَسَلْنَا وُجوهاً مِنْ بَجِيلَةَ لاصِقٌ ... بَهَا حُمَمٌ لَمْ يُنْقِهَا قَبْلَهُ الغَسل ) .
وإنما أراد أن تقريظه ومديحه لم يغن عنهم شيئاً ولا وارى عواراً ولا أنقى درناً ولا ذكَّر مؤنثاً بل زادهم استئناثاً وأنّث ذكراناً وفيها يقول :