يقول : اعوجت في رأي العين عن هيئتها وقت الطلوع لأنها إذا طلعت استقبلتك بأنفها فإذا كبّدَتَ أو كادت رأيتها جانحة .
وقوله : ولخير واصل خلة صرامها يقول : من صرمها وقد استحقت الصرم وكانت أهله فذلك الذي يصل من يستحق الوصل ويستوجبه لأن من صرم الكريم يوشك أن يصل اللئيم وكذلك من لم يميز الفضيلة يوشك أن يلتبس بالرذيلة كما قال الشاعر : .
( وقائلٍ فِيمَ تَفَرَّقْتُما ... فَقُلْتُ قَوْلاً فيه إِنْصَافُ ) .
( لَمْ يَكُ لي شَكْلاً فَفَارَقْتُهُ ... وَالنَّاسُ أَشْكَالٌ وَأُلاَّفُ .
وقال الراجز : .
( وَتِلْكَ قُرْبى مِثلَ أَنْ تنَاسبَا ... أَنْ تُشْبِهَ الضَّرائِبُ الضَّرائِبَا ) .
( وَالخَارِبُ اللِّصُّ يُحِبُّ الخَارِبَا ... ) .
وإلى هذا المعنى ذهب أبو الطيب في قوله فأحسن : .
( فَمِنَ العَدَاوَةِ مَا يَنَالُكَ نَفْعُهُ ... وَمِنَ الصَّدَاقَةِ مَا يَضُرُّ وَيُؤْلِمُ ) .
وقال عدي بن زيد : .
( عَنِ الَمرْءِ لا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ ... فَكُلُّ قَرِينٍ بَالمُقَارَنِ يُقْتَدي ) .
وبعد بيت لبيد : .
( واحبُ المُجَامِلَ بِالجَزيلِ وَصَرْمُهُ ... بَاقٍ إِذا زَاغَتْ وزَاغَ قوامُهَا ) .
يقول : احبُهُ بأكثر من مودته وأبق له صرمك إذا لم يستقم وصله , وزاغت :