ع : الذي ذكر أبو عبيد عن المفضل خلاف ما رواه أكثر العلماء وذلك أن مروان القرظ بن زنباع العبسي الذي يقال فيه : ( أَعَزّ مِنْ مَرْوانَ القرظ ) غزا بكر بن وائل فقصّوا أثر جيشه فأسره رجل منهم يقال له زهير بن أمية بن جشم بن تيم الله بن ثعلبة وهو لا يعرفه فأتى به أمّهُ فلما رأته يسوق أسيره قالت : إنك لتختال بأسيرك كأنك قد جئتَ بمروان القرظ .
فقال لها مروان : وما ترتجين من مروان قالت : كثرة فدائه قال : وكم مبلغ رجائك من فدائه قالت : مائة بعير .
قال مروان : لك عندي مائة بعير على أن تؤديني إلى خُماعة بنت عوف ابن محلم . قالت : ومن لي بالإبل فأخذ عوداً من الأرض وقال : هذا لك فمضت به إلى خماعة فبعثت به إلى أبيها .
ثم إن عمرو بن هند بعث إلى عوف أن يأتيه بمروان وكان عليه واجداً .
فقال عوف لرسول الملك : إن خماعة بنتي قد أجارته فقال : إن الملك قد آلى أن لا يعفو عنه أو يضع كفه في كفه .
فقال عوف : على أن يكون كفي بين أيديهما ثم حمله إليه على هذه الشريطة فعفا الملك عنه وقال : ( لا حرّ بوادي عَوْف ) .
ووهم أبو عبيد فيما أورده فقال : إن الذي كان يطلبه المنذر بالذحل زهير بن أمية وإنما المطلوب بذلك مروان القرظ وأسره زهير بن أمية .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في العزة قولهم ( تمَرَّدَ مَارِدٌ وَعَزَّ الأَبْلَقُ ) وكان المفضل يقول : هذا المثل للزبى الملكة وكانت سارت إلى مارد حصن دومة الجندل وإلى الأبلق حصن تيماء فامتنعا عليها فعندها قالت ( تَمَرّدَ مارد وَعَزّ الأبْلَق ) .
ع : هذان الحِصْنانِ كانا للسموأل بن عاديا وكان مارد مبنياً بحجارة