( شَرُّ يَوْمَيْها وَأَخْزاهُ لَهَا ... رَكِبَتْ عبرى بِحدجٍ جَمَلا ) .
( وَحَمَلْنَا بَعْدَهَا أُخْرى عَلى ... فَاطِرِ النَّابِ وَمَا إِنْ بَزَلا ) .
( ضَجِرَ المَرْكَبُ يَبْغِي سَفَراً ... وَهْوَ في معْطَنِهِ ما انْتَقَلا ) .
يعني بالأخرى اليمامة التي صلبها .
ينشد شرّ يوميها بالنصب وشرّ بالرفع .
فمن نصب فعلى الظرف ومن رفع فعلى تقدير محذوف كأنه قال : ركبت فيه أو ركبته كما قالوا ( شهر ثرى و شَهْرٌ تَرى وشَهْرٌ مَرْعى ) أي ترى فيه النبات .
وأما قوله يوميها وكان ينبغي أن يقول شر أيامها فإن للعلماء فيه جوابين : قال أصحاب المعاني : أراد يوم سبيها وحملها عن أهلها سبية ويوم موتها وقد أودت بها المنية فشر هذين اليومين عندها يوم سبيها وهو أغواه لها ويروى أخزاه لها .
وقال أصحاب العربية أبو عليّ الفسوي وغيره يعني بشر يوميها شر أيامها فأوقع الإثنين موقع الجميع كما قال الله تعالى ( ثُمَّ اٌرْجعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهوَ حَسِير ) الملك معناه ثم ارجع البصر كرّات لأن البصر لا يحسر من كرة ولا من كرتين .
وأما قوله : وأغواه وكان حقه أن يقول وأغواهما فإنه ينبئ عن توهم ما كأنه قال شر ما يكون من أيامها وأغواه كما تقول : زيدٌ أجمل الفتيان وأحسنه وقيل أراد أغوى ذلك الشر فردّ الهاء على الشر كما قال الفرزدق : .
( وجَدِّي خَطِيبُ المَشْرِقَيْنِ وشَاعِرُهْ ... ) .
فرد الهاء على الخطيب وقيل أراد وشاعر ما نذكره