مختص بالنطق كما تقدم بيانه .
الضرب الثاني ما يستقبح ذكره كما في لفظ الصرم بالصاد المضمومة والسرم بالسين فإن الصرم بالصاد في أصل اللغة عبارة عن القطع يقال صرمه يصرمه صرما وصرما بالفتح والضم إذا قطعه وبالسين عبارة عن المحل المخصوص وقد كانت العرب تستعمله بالصاد المضمومة في أشعارها بهذا المعنى فلا يعاب عليها قال أبو صخر الهذلي .
( قد كان صرم في الممات لنا ... فعجلت قبل الموت بالصرم ) .
فاستعمله بمعنى القطع ولم يعب عليه لأن الألفاظ في زمن العرب لم تتغير بل كانت باقية على أوضاعها الأصلية فقلبت العامة السين من المحل المخصوص صادا واستعملت لفظ الصرم الذي هو القطع في المحل المخصوص فصار لفظه مستقبحا وسماعه مستكرها وعيب على أبي الطيب استعماله في قوله .
( أذاق الغواني حسنه ما أذقنني ... وعف فجازاهن عني بالصرم ) .
على أنه إنما يكره استعماله بصيغة الاسم لما تقدم أما إذا استعمل بصيغة الفعل مثل صرم ويصرم ما شاكل ذلك فإنه لا حجر في استعماله وقد استعمله ابن الرومي بالسين على بابه فجاء أقبح وأشنع فقال يهجو الورد .
( كأنه سرم بغل حين يخرجه ... عند البراز وباقي الروث في وسطه ) .
قال الصلاح الصفدي وأين هذا التشبيه القبيح من قول الآخر في الورد أيضا .
( كأنه وجنة الحبيب وقد ... نقطها عاشق بدينار )