وأن يثبت في الخصومات ويفرق بين الحقائق والشبهات وينصف كل ظالم من ظالمه بالشريعة المحمدية ليكون ذلك سببا للسعادة الأبدية وينظر في أمر الشهود فمن كان منهم نزها وإلى الحق متوجها فليراعه ومن كان منهم غير ذلك طالعنا بحاله وينظر في أمر الجوامع والمساجد معتمدا في ذلك قول الله العزيز القاهر ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ) .
وينظر في أمر الأيتام ويحتاط على ما لهم من الأموال ويفعل في ذلك على جاري عادة أمثاله من الحكام من نفقة وكسوة ولوازم شرعية فمن بلغ منهم رشيدا أسلم إليه ما فضل من ماله بالبينة المرضية ويقرر الفروض على مقتضى قول الله تعالى ( على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ) ويزوج النسوة الخالية من العدد والأولياء ممن رغب فيهن من الأكفاء ويندب لذلك من يعلم أمانته وخبرته وينظر في أمر المتصرفين فمن كان منهم على الطريقة المأثورة أجراه على عادته وأبقاه على حكمه وخدمته ومن كان منهم خلاف ذلك يبعده ويقصيه ويستبدل به غيره ليبقى مكانه وفي تصرفه .
هذا عهدي إليك وحجتي يوم القيامة عند الله عليك فلتعلم ذلك وتعمل به إن شاء الله تعالى .
ويؤرخ ويكون ذلك بخط الحاكم ويكتب وحسبنا الله ونعم الوكيل ويتوجه بعلامته الكريمة .
وهذه نسخة تقليد .
الحمد لله ذي الفضل والسخاء واللطف في الشدة والرخاء الذي