أحمده على نعمه التي تنشيء السحاب الثقال وأستعيذه من نقمه التي يرسلها فيصيب بها من يشاء من عباده وهو شديد المحال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تفيد المخلص بها في الإقرار النجاة يوم المآل وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي نعته بأكرم الشيم وأشرف الخصال وعرفه بما يجب من عبوديته فقال ( ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين اتبعوه في الأقوال والأفعال وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فإن من حسنت سريرته وحمدت سيرته وعرف بورع وشهر بعفاف وديانة وخير وإنصاف وأضحى نزه النفس عن الأمور الدنية فقيها دربا بالأحكام الشرعية عارفا بالأوضاع المرضية استحق أن يوجه ويستخدم ويرقى ويتقدم .
ولما علمنا من حال فلان الفلاني من الأوصاف الحميدة والأفعال السديدة استخرنا الله تعالى وفوضنا إليه كذا وكذا .
فليكن متمسكا معتصما بحبل الله القوي المتين ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) وليباشر ما قلدناه أعانه الله سبحانه وتعالى ويراع حقوق الله تعالى في السر والعلانية فإنه معين من استعان به وتوكل عليه وهادي من استرشده وفوض أموره إليه .
وليجتهد في فصل الأحكام بين المتنازعين والمساواة في العدل بين المتحاكمين قال الله تعالى ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )