من كتب في الورق واستنبطه ومن ختم الكتاب بالطين وربطه ومن غير طين الكتاب بالنشا وضبطه ومن قال أما بعد في كتابه ومن جعلها في الخطب وأسقطها في ابتدائه في المكاتبة وجوابه ومن كره الاستشهاد في مكاتبات الملوك بالأشعار وكيف تركها على ما فيها من الاثار ومن الذي أراد أن يكتب نثرا فجاء شعرا ومن وضع هذه الطرة في التقاليد واخترعها وما حجته إذ قدمها عل اسم الله ورفعها ومن الذي باعد بين السطور ووسعها وكيف ترك بالتعاظم في كتبه سنة رسول الله ولم يسعه من التواضع ما وسعها ومن استغنى بكتابة آية من كتاب الله عن الجواب ومن اكتفى ببيت من الشعر عما يحتاج من تطويله الكتاب ومن الذي عانى المترجمات ورتبها وأخفى ملطفات الجواسيس وغيبها ومن الذي سن البرد وبعثها في الملمات ومن حاكى شيئا من ملك سليمان فاستخدم الطيور في بعض المهمات وما أوجز مكاتبة كتب بها عن خليفة في معنى وما أبلغ جواب وأوجزه أجاب به عن خليفة من لا سمى لا كنى ولم أرخ بهجرة النبي وكيف لم يؤرخ بمولده أو غير ذلك من الأيام ومن الذي أمره الخليفة بكتابة معنى فارتج عليه الكلام ولقنه في المنام ومن الذي وصف برسالة طويلة شيئا لم يصفه بنثار ولا نظام وكيف جاز للكاتب أن يكتب آية من الكتاب في لفظة يحسبها من لا يحفظ أنها من عنده لا من حفظه مثل قوله مع الرسول ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) وقول الآخر في كتابه ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) وكثير من هذا وهل يؤخذ عليه في مثل ذلك ما أخذ على الحجاج في أسماء المستغيثين به من أهل السجن ( اخسؤوا فيها ولا تكلمون ) وما الفرق بينهما