فتلوت عليه هاتين الآيتين ( إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ) .
وأحسبه رأى نور السؤدد فقال لمخلفيه ما قاله موسى صلى الله عليه لأهليه ( إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى ) فليت شعري ما يطلب أقبس ذهب أم قبس لهب بل يتشرف بالأخلاق الباهرة ويتبرك بالأحساب الطاهرة .
( باتت حواطب ليلى يقتبسن لها ... جزل الجذا غير خوار ولا دعر ) .
وقد آب من سفرته الأولى ومعه جذوة من نار قديمة إن لمست فنار إبراهيم أو أونست فنار الكليم واجتنى بهارا حبت به المرازبة كسرى وحمل في فكاك الأسرى وأدرك نوحا مع القوم وبقي غضا إلى اليوم وما انتجع موسى إلا الروض العميم ولا اتبع إلا أصدق مقيم وورد عبده الزهيري من حضرته المطهرة وكأنه زهرة بقيع أو وردة ربيع كثيرة الورق طيبة العرق وليس هو في نعمته كالريم في ظلال الصريم والجاب في السحاب المنجاب لأن الظلام يسفر والغمام ينسفر ولكنه مثل النون في اللجة والأعفر تحت جربة