من الأخطار الداهية الدهيا واتبع ملة أبيه إبراهيم الذي أري الصدق وصدق الرؤيا وجمع الله به الشتات فهدى قلوبا غلفا وأسماعا صما وأبصارا عميا وبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فبشرى لمن وفق من أمته فرزق لحكمته وعيا ورفع الضلالة ورد الضالة وأجمل للعهد حفظا وللذمام رعيا ونسخت شريعته الشرائع وسدت الذرائع وشمخت على النجوم الطوالع فهي أسمى منها رفعة وأنمى عددا وأسنى هديا وعلى آله فروع الزهراء الذين عنوا بقوله تعالى ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) أمرع سقيا خصوصا صديقه ورفيقه في الممات وفي المحيا ومن استخلفه في الصلاة عنه إشارة إلى أنه أحق لرتبة الخلافة بالرقيا ومن فرق منه الشيطان ووافق الفرقان له رأيا ويسر الله تعالى في أيامه المباركة من الفتوحات ما لا اتفق لغيره ولا تهيا وذا النورين الذي قطع الليل تسبيحا وقرآنا وأحيا واستحيت منه ملائكة السماء لما من الله استحيا وعلى الصهر وابن العم المجاهد الزاهد الذي طلق ثلاثا الدار الفانية التي ليس لها بقيا وسره لما قضى على الرضا نحبه فوجد الأحبة محمدا وحزبه وحمد اللحاق واللقيا وعلى تتمة بقية العشرة الأبرار وبقية المهاجرين والأنصار رحمة تديم لمضاجعهم صوبها الدار السقيا صلاة وافرة الأقسام سافرة القسمات باهرة المحيا وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فأحكام الشرع الشريف أولى بوجوب الاتباع وذمام الدين الحنيف يبير من عصى ويجير من أطاع وحرمات الملة المحمدية أحق بأن تحفظ فلا تضاع ومن المهمات التي تصرف إليها الهمة ويرهف لها حد العزمة وتقام على متعدي حدودها بالانتقام الجزية اعتبار أحوال الملتين من أهل الذمة الذين حقن منهم الدماء حكم الإسلام وسكن عنهم الدهماء ما التزموه من الأحكام مع القيام بالجزية في كل عام وسلموا لأوامر الشريعة المطهرة التي لولا الانقياد إليها والاستسلام لأغمد في نحورهم حد الحسام فهم تحت قهر سلطان