فمن وقف على مرسومنا هذا من التجار المقيمين باليمن والهند والصين والسند وغيرهم فليأخذ الاهبة في الارتحال إليها والقدوم عليها ليجد الفعال من المقال أكبر ويرى إحسانا يقابل في الوفاء بهذه العهود بالأكثر ويحل منها في بلدة طيبة ورب غفور وفي نعمة جزاؤها الشكر وهل يجازى إلا الشكور وفي سلامة في النفس والمال وسعادة تجلي الأحوال وتمول الآمال ولهم منا كل ما يؤثرونه من معدلة تجيب داعيها وتحمد عيشتهم دواعيها وتبقي أموالهم على مخلفيهم وتستخلصهم لأن يكونوا متفيئين في ظلالها وتصطفيهم ومن أحضر معه بضائع من بهار وأصناف تحضرها تجار الكارم فلا يحاف عليه من حق ولا يكلف أمرا يشق فقد أبقى لهم العدل ما شاق ورفع عنهم ما شق ومن أحضر معه منهم مماليك وجواري فله في قيمتهم ما يزيد على ما يريد والمسامحة بما يتعوضه بثمنهم على المعتاد في أمر من يجلبهم من البلد القريب فكيف من البعيد لأن رغبتنا مصروفة إلى تكثير الجنود ومن جلب هؤلاء فقد أوجب حقا على الجود فليستكثر من يقدر على جلبهم ويعلم أن تكثير جيوش الإسلام هو الحاث على طلبهم لأن الإسلام بهم اليوم في عز لواؤه المنشور وسلطانه المنصور ومن أحضر منهم فقد أخرج من الظلمات إلى النور وذم بالكفر أمسه وحمد بالإيمان يومه وقاتل عن الإسلام عشيرته وقومه .
هذا مرسومنا إلى كل واقف عليه من تجار شأنهم الضرب في الأرض ( يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) ليقرأوا منه ما تيسر لهم من حكمه ويهتدوا بنجمه ويغتذوا بعلمه ويمتطوا كاهل الأمل الذي يحملهم علىالهجرة ويبسطوا أيديهم بالدعاء لمن يستدني إلى بلاده