قال ابن عباس لما بعث موسى عليه السلام من قومه اثني عشر نقيبا ليخبروه خبرهم رآهم رجل من الجبارين فأخذهم في كمه مع فاكهة كان قد حملها من بستانه وجاء بهم إلى الملك فنثرهم بين يديه وقال إن هؤلاء يريدون قتالنا وكان من أمرهم ما قصه الله تعالى في كتابه بقوله ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين الفوم الفاسقين ) فكان في قعودهم عن حرب الجبارين مع القدرة والنشاط مخالفة لما أمروا به .
وقد رتب في التعريف أيمان اليهود على هذا المقتضى فقال ويمينهم .
إنني والله والله والله العظيم القديم الأزلي الفرد الصمد الواحد الأحد المدرك المهلك باعث موسى بالحق وشاد أزره بأخيه هارون وحق التوراة المكرمة وما فيها وما تضمنته وحق العشر كلمات التي أنزلت على موسى في الصحف الجوهر وما حوته قبة الزمان وإلا تعبدت فرعون وهامان وبرئت من بني إسرائيل ودنت بدين النصرانية وصدقت مريم في دعواها وبرأت يوسف النجار وانكرت الخطاب وتعمدت الطور بالقاذورات ورميت الصخرة بالنجاسة وشركت يختنصر في هدم بيت المقدس وقتل بني إسرائيل وألقيت العذرة على مظان الأسفار وكنت ممن شرب من النهر ومال إلى جالوت وفارقت شيعة طالوت وأنكرت الأنبياء ودللت على دانيال وأعلمت جبار مصر بمكان