بقوله تعالى ( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى ) ويقال أنه الترنجبين وقال ابن عباس والمراد بالمن الذي يسقط على الشجر وهو معروف قال قتادة كان المن يسقط عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس كسقوط الثلج فيأخذ الرجل منهم ما يكفيه ليومه فإن أخذ أكثر من ذلك فسد وأما السلوى فقيل هي طائر كالسماني وقال الضحاك هي السماني نفسها وقال قتادة هو طائر إلى الحمرة كانت تحشره عليهم الجنوب .
ومنها التبرؤ من الأسباط وهم أولاد يعقوب عليهم السلام وعددهم اثنا عشر سبطا وهم يوسف وبنيامين ونفتالي وروبيل ويهوذا وشمعون ولاوي ودان وربولي ويشجر وجاد وأشر ومنهم تفرع جميع بني إسرائيل ولد كل منهم أمة من الناس وسموا أسباطا أخذا من السبط وهو التتابع إذهم جماعة متتابعون وقيل من السبط وهو الشجر فالسبط الجماعة الراجعون إلى اصل واحد .
ومنها القعود عن حرب الجبارين مع القدرة على حربهم وذلك أنهم أمروا بدخول الأرض المقدسة وهي بيت المقدس فيما قاله ابن عباس والسدي وغيرهما والشام فيما قاله قتادة ودمشق وفلسطين وبعض الأردن فيما قاله الزجاج وأرض الطور فيما قاله مجاهد وكان فيها قوم جبارون من العمالقة كما أخبر الله تعالى والجبار هو المتعظم الممتنع من الذل والقهر أخذا من الإجبار وهو الإكراه كأنه يجبر غيره على ما يريده