يوسف بن أيوب سيرها صحبة الأمير شمس الدين الخطيب أحد أمراء الدولة الصلاحية إلى أبواب الخلافة ببغداد في خلافة الناصر لدين الله وهي .
تذكرة مباركة ولم تزل الذكرى للمؤمنين نافعة ولعوارض الشك دافعة ضمنت أغراضا يقيدها الكتاب إلى أن يطلقها الخطاب على أن السائر سيار البيان والرسول يمضي على رسل التبيان والله سبحانه يسدده قائلا وفاعلا ويحفظه بادئا وعائدا ومقيما وراحلا .
الامير الفقيه شمس الدين خطيب الخطباء أدام الله نعمته وكتب سلامته واحسن صحابته يتوجه بعد الإستخارة ويقصد دار السلام والخطة التي هي عش بيضة الإسلام ومجتمع رجاء الرجال ومتسع رحاب الرحال فإذا نظر تلك الدار الدار سحابها وشافه بالنظر معالم ذلك الحرم المحرم على الخطوب خطابها ووقف أمام تلك المواقف التي تحسد الأرجل عليها الرؤوس وقام بتلك المنازل التي تنافس الأجسام فيها النفوس فلو استطاعت لزارت الأرواح محرمة من أجسادها وطافت بكعبتها متجردة من أغمادها فليمطر الأرض هناك عنا قبلا تخضلها بأعداد لا نحصلها وليسلم عليها سلاما نعتده من شعائر الدين اللازمة وسنن الإسلام القائمة وليورد عنا تحية يستنزلها من عند الله تحية مباركة طيبة وصلاة تخترق أنوارها الأستار المحجبة وليصافح عنا بوجهه صفحة الثرى وليستشرف عنا بنظره فقد ظفر بصباح السرى وليستلم الأركان الشريفة فإن الدين إليها مستند وليستدم الملاحظات اللطيفة فإن النور منها مستمد وإذا قضى التسليم وحق اللقاء واستدعى الإخلاص جهد الدعاء فليعد وليعد حوادث ما كانت حديثا يفترى وجواري أمور إن قال منها كثيرا فأكثر منه ما جرى وليشرح صدرا منها لعله يشرح منا صدرا وليوضح الأحوال المستسرة فإن الله لا يعبد سرا .
( ومن الغرائب أن تسير غرائب ... في الأرض لم يعلم بها المأمول ) .
( كالعيس أقتل ما يكون لها الظما ... والماء فوق ظهورها محمول )