بها وإيصالها إليه وعرض ما تضمنته عليه من كذا وكذا ويقص جميع أغراضها .
ثم قال وهذه التذاكر أحكامها أحكام الكتب في النفوذ عن الأعلى إلى الأدنى وعن الأدنى إلى الأعلى فينبغي أن تبتنى على ما يحفظ رتب الكاتب والمكتوب إليه فإن كانت صادرة عن الوزير إلى الخليفة مثلا فتصدر بما مثاله قد استخرت الله تعالى وعولت عليك في الشخوص إلى حضرة أمير المؤمنين صلوات الله عليه متحملا هذه التذكرة فإذا مثلت بالمواقف المطهرة فوفها حقها من الإعظام والإكبار والإجلال والوقار وقدم تقبيل الأرض والمطالعة بما أشاء مواصلته من شكر نعم أمير المؤمنين الضافية علي المتتابعة لدي وإخلاصي لطاعته وانتصابي في خدمته وتوفيري على الدعاء بثبات دولته وخلود مملكته وطالع كذا وكذا وعلى هذا النظام إلى آخر المراتب يعني مراتب المكاتبات .
قلت والذي جرى عليه اصطلاح كتاب الزمان في التذاكر أن التذكرة تكتب في قطع الشامي تكسر فيها الفرخة الكاملة نصفين وتجعل دفترا وورقة إلى جنب أخرى لا كراسة بعضها داخل بعض وتكون كتابتها بقلم الرقاع وتكون البسملة في أعلى باطن الورقة الأولى ببياض قليل من أعلاها وهامش عن يمينها ثم يكتب السطر التالي من التذكرة على سمت البسملة ملاصقا لها ثم يخلى قدر عرض إصبعين بياضا ويكتب السطر التالي ثم يخلى قدر إصبع بياضا ويكتب السطر التالي ويجري في باقي الأسطر على ذلك حتى يأتي على آخر الورقة ثم يكتب باطن الورقة التي تليها كذلك ثم ظاهرها كذلك ثم الورقة الثانية فما بعدها على هذا الترتيب إلى آخر التذكرة ثم يكتب إن شاء الله تعالى ثم التاريخ ثم الحمدلة والصلاة على النبي ثم الحسبلة على نحو ما تقدم في المكاتبات والولايات وغيرها على ما تقدم بيانه في المقالة الثالثة في الكلام على الخواتم .
وهذه نسخة تذكرة أنشأها القاضي الفاضل عن السلطان صلاح الدين