حسباناتهم فاجتمع من ذلك ألوف ألوف دراهم فجرت الأعمال بعد نقل المتوكل على ذلك سنة بعد سنة إلى أن انقضت ثلاث وثلاثون سنة آخرتهن انقضاء سنة أربع وسبعين ومائتين فلم ينبه كتاب أمير المؤمنين المعتمد على الله رحمة الله عليه على ذلك إذ كان رؤساؤهم في ذلك الوقت إسماعيل بن بلبل وبني الفرات ولم يكونوا عملوا في ديوان الخراج والضياع في خلافة أمير المؤمنين المتوكل C ولا كانت أسنانهم أسنانا بلغت معرفتهم معها هذا النقل بل كان مولد أحمد بن الفرات قبل هذه السنة بحمس سنين ومولد علي أخيه فيها وكان إسماعيل يتعلم في مجلس لم يبلغ أن ينسخ فلما تقلدت لناصر الدين أبي أحمد طلحة الموفق رحمة الله عليه أعمال الضياع بقزوين ونواحيها لسنة ست وسبعين ومائتين وكان مقيما بأذربيجان وخليفته بالجبل والقرى جرادة بن محمد وأحمد بن محمد كاتبه واحتجت إلى رفع جماعتي إليه ترجمتها بجماعة سنة ست وسبعين ومائتين التي أدركت غلاتها وثمارها في سنة سبع وسبعين ومائتين ووجب إلغاء ذكر سنة ست وسبعين ومائتين فلما وقفا على هذه الترجمة أنكراها وسألاني عن السبب فيها فشرحته لهما ووكدت ذلك بأن عرفتهما أني قد استخرجت حساب السنين الشمسية والسنين القمرية من القرآن الكريم بعد ما عرضته على أصحاب التفسير فذكروا أنه لم يأت فيه شيء من الأثر فكان ذلك أوكد في لطف استخراجي وهو أن الله تعالى قال في سورة الكهف ( ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا ) فلم أجد أحدا من المفسرين عرف ما معنى قوله وازدادوا تسعا وإنما خاطب الله جل وعز نبيه بكلام العرب وما تعرفه من الحساب فمعنى هذه التسع أن الثلثمائة كانت شمسية بحساب العجم ومن كان لا يعرف السنين القمرية فإذا أضيف إلى الثلثمائة القمرية زيادة التسع كانت سنين شمسية صحيحة فاستحسناه فلما انصرف