إذ رأى زرعا أخضر فقال قد استأذنني عبيد الله بن يحيى في فتح الخراج وأرى الزرع أخضر فقيل له إن جباية الخراج الآن قد تضر بالناس إذ تلجئهم إلى أنهم يقترضون ما يؤدون في الخراج فقال أهذا شيء حدث أو لم يزل كذا فقيل له بل حدث وعرف أن الشمس تقطع الفلك في ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وربع يوم وأن الروم تكبس في كل أربع سنين يوما فيطرحونه من العدد فيجعلون شباط ثلاث سنين متواليات ثمانية وعشرين يوما وفي السنة الرابعة ينجبر من ذلك الربع اليوم يوم تام فيصير شباط تسعة وعشرين يوما ويسمون تلك السنة الكبيسة وكانت الفرس تكبس للفضل الذي بين سنيها وبين سنة الشمس في كل مائة وست عشرة سنة شهرا فلما جاء الإسلام عطل ذلك ولم يعمل به فأضر بالناس ذلك وجاء زمن هشام بن عبد الملك فاجتمع الدهاقنة إلى خالد بن عبد الله القسري وشرحوا له ذلك ولم يعمل به فأضر بالناس ذلك وقد سألوه أن يؤخر إليه فأرسل الكتب إلى هشام سرا في ذلك فقال هشام أخاف أن يكون ذلك من قول الله تعالى ( إنما النسيء زيادة في الكفر ) .
فلما كان أيام الرشيد اجتمعوا إلى يحيى بن خالد البرمكي وسألوه في تأخير النيروز نحو شهر فعزم على ذلك فتكلم أعداؤه فيه وقالوا تعصب للمجوسية فأضرب عنه فبقي على ذلك إلى اليوم فأحضر المتوكل حينئذ إبراهيم بن العباس وأمره أن يكتب عنه كتابا في تأخير النيروز بعد أن تحسب