الثانية فيصير الخراج منسوبا للسنة السابقة واستحقاقه في السنة اللاحقة فيحتاج حينئذ إلى تحويل السنة الخراجية السابقة إلى التي بعدها على ما سيأتي ذكره .
قال في مواد البيان والسبب في انفراج ما بين السنين الشمسية والهلالية أن أيام السنة الشمسية هي المدة التي تقطع الشمس الفلك فيها دفعة واحدة وهي ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم بالتقريب حسب ما توجبه حركتها وأيام السنة الهلالية هي المدة التي يقطع القمر الفلك فيها اثنتي عشرة دفعة وهي ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما وسدس يوم فيكون التفاوت بينهما أحد عشر يوما وسدس يوم فتكون زيادة السنين الشمسية على السنين الهلالية في كل ثلاث سنين شهرا واحدا وثلاثة أيام ونصف يوم تقريبا وفي كل ثلاث وثلاثين سنة بالتقريب فإذا تمادى الزمان تفاوت ما بين السنين تفاوتا قبيحا فيرى السلطان عند ذلك أن تنقل السنة الشمسية إلى السنة الهلالية بالاسم دون الحقيقة توفيقا بينهما وإزالة للشبهة في أمرهما ومتى أوعز بذلك لم يقف على الغرض فيه إلا الخاصة دون العامة وربما أسرع إلى ظن المعاملين وأرباب الخراج والاملاك أن ذلك عائد عليهم بظلم وحيف وإلى ظن مستحقي الإقطاع أنه منتقص لهم ونسبوا الجور إلى السلطان بسبب ذلك وشنعوا عليه فرسم بلغاء الكتاب في هذا المعنى رسوما تعود بتفهيم الغبي وتبصير العمي وتوصل المعنى المراد إلى الكافة إيصالا يتساوون في تصديقه وتيقنه ولا تتوجه عليهم شبهة ولا شك فيه .
قلت وقد ذكر أبو هلال العسكري في الاوائل أن أول من أخر النيروز المتوكل على الله أحد خلفاء بني العباس وذلك أنه بينما هو يطوف في متصيد له