بمظافرتنا ولولا ذلك لكانت شديدة الاتقاد ونكست رؤوس الفحشاء فعادت على آستحياء إلى مستسنها أقبح معاد ونشكره على أن سطر في صحائفنا من غرر السير ما تبقى بهجته ليوم المعاد ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يجدها العبد يوم يقوم الأشهاد وتسري أنوار هديها في البرايا فلا تزال آخدة في الازدياد ونشهد أن محمد عبده ورسوله الذي بعثه الله بالإنذار إلى يوم التناد والإعذار إلى من قامت عليه الحجة بشهادة الملكين فأوضح له سبيل الرشاد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين منهم من رد أهل الردة إلى الدين القويم أحسن ترداد ومنهم من عمم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سائر العباد والبلاد ومنهم من بذل ماله للمجاهدين ونفسه للجهاد ومنهم من دافع عن الحق فلا برح في جدال عنه وفي جلاد صلاة تهدي إلى السداد وتقوم المعوج وتثقف المياد وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن الله تعالى منذ ملكنا أمور خلقه وبسط قدرتنا في التصرف في عباده والمطالبة بحقه وفوض إلينا القيام بنصرة دينه وفهمنا أنه تعالى قبض قبل خلق الخلائق قبضتين فرغبنا أن نكون من قبضة يمينه وألقى إلينا من مقاليد الممالك وأقام الحجة علينا بتمكين البسطة وعدم المشاقق في ذلك ومهد لنا من الأمر ما على غيرنا توعر وأعد لنا من النصر ما أجرانا فيه على عوائد لطفه لا عن مرح في الأرض ولا عن خد مصعر ألهمنا إعلاء كلمة الإسلام وإعزاز الحلال وإذلال الحرام وأن تكون كلمة الله هي العليا وأن لا نختار على دار الآخرة دار الدنيا فلم نزل نقيم للدين شعارا ونعفي للشرك آثارا ونعلن في النصيحة لله تعالى ولرسوله جهرا وإسرارا ونتبع أثر كرم نقتفيه وممطول بحقه نوفيه ونعلم حق قربة نشيده ومخذولا استظهر عليه الباطل نؤيده وذا كربة نفرجها وغريبة فحشاء استطردت من أدؤر الحق نخرجها وسنة سيئة تستعظم النفوس زوالها فتجعلها هباء منثورا وجملة عظيمة أسست على غير