فليتلقوا هذه النعمة بباع الشكر المديد ويستقبلوا هذه المنة بحمد الله تعالى فإن الحمد يستدعي المزيد ويرفلوا في أيامنا الزاهرة في حلل الأمن الضافية ويردوا من نعمنا الباهرة مناهل السعد الصافية ويقبلوا على مصالحهم بقلوب أزال الأمن قلقها وأذهبت هذه المسامحة المبرورة فرقها ونفوس أمنت المؤاخذة من تلك التبعات بحسابها ووثقت بالنجاة في تلك الأموال من شدة طالب يأبى أن يفارق إلا بها وليتوفروا على رفع الأدعية الصالحة لأيامنا الزاهرة ويتيمنوا بما شملهم من الأمن والمن في دولتنا القاهرة فقد تصدقنا بهذه البواقي التي أبقت لنا أجرها وهي أكمل ما يقتنى وخففت أثقال رعايانا وذلك أجمل ما به يعتنى وسبيل كل واقف على هذا المرسوم الشريف اعتماد حكمه والوقوف عند حده ورسمه ويعفي آثار هذا الباقي المذكور بمحو رسمه واسمه بحث لا يترك لهذه البواقي المذكورة في أموالنا انتساب ولا يبقى لها إلى يوم العرض عرض نورده ولا حساب والخط الشريف شرفه الله تعالى أعلاه حجة بمقتضاه .
وهذه نسخة مسامحة بمكوس على جهات مستقبحة بالمملكة الطرابلسية وإبطال المنكرات كتب بها في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون أيضا في شهور سنة سبع عشرة وسبعمائة وهي .
الحمد لله الذي جعل الدين المحمدي في أيامنا الشريفة على أثبت عماد واصطفانا لإشادة أركانه وتنفيذ أحكامه بين العباد وسهل علينا من إظهار شعائره ما رام من كان قبلنا تسهيله فكان عليه صعب الانقياد وادخر لنا من أجور نصره أجل ما يدخر ليوم يفتقر فيه لصالح الاستعداد .
نحمده على نعم بلغت من إقامة منار الحق المراد وأخمدت نار الباطل