غير ذلك من فروع هذا الأصل الخبيث والمذهب الذي ساوى في البطلان مذهب التثليث فأنكرنا ذلك غاية الإنكار وأكبرنا وقوعه أشد إكبار وغضبنا لله تعالى أن يكون في هذه الدولة للكفر إذاعة وللمعصية إشادة وإشاعة ولطاعة إخافة وإضاعة وللإيمان أزجى بضاعة وأردنا أن نجهز طائفة من عسكر الإسلام وفرقة من جند الإمام تستأصل شأفة هذه العصبة الملحدة وتطهر الأرض من رجس هذه المفسدة ثم رأينا أن نقدم الإنذار ونسبق إليهم بالإعذار فكتبنا هذا الكتاب ووجهنا هذا الخطاب ليقرأ على كافتهم ويبلغ إلى خاصتهم وعامتهم يعلمهم أن هذه الأمور التي فعلوها والمذاهب التي انتحلوها تبيح دماءهم وأموالهم وتقتضي تعميمهم بالعذاب واستئصالهم فإن من استحل ما حرم الله تعالى وعرف كونه من الدين ضرورة فقد كفر وقد قال الله تعالى ( وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ) عطفا على ما حكم يتحريمه وأطلق النص فتعين حمله على تعميمه وقد انعقد على ذلك الإجماع وانقطعت عن مخالفته الأطماع ومخالفة الإجماع حرام بقول من لم يزل سميعا بصيرا ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) ونكاح المتعة منسوخ وعقده في نفس الأمر مفسوخ ومن ارتكبه بعد علمه بتحريمه واشتهاره فقد خرج عن الدين برده الحق وإنكاره وفاعله إن لم يتب فهو مقتول وعذره فيما يأتيه من ذلك غير مقبول وسب الصحابة رضوان الله عليهم مخالف