وقد جاء إن شهود الصبح في جماعة يعدل قيام ليله وحسبكم بهذا الرجحان والواجب أن يعتنى بهذه القاعدة الكبرى من قواعد الدين ويؤخذ بها في كافة الأمصار الصغير والكبير من المسلمين ويلحظ في إلتزامها قوله عليه السلام مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر سنين وبحسب ذلكم رأينا أن نلزم جار كل مسجد وأمير كل سوق وشيخ كل زقاق ومعلم كل جهة الانتداب لهذا السعي الكريم والبدار لما فيه من الأجر العظيم وأن يحض كل من في جهته أو سوقه أو حومة مسجده أو موضع صنعته أو تجارته أو تعليمه على الصلاة وحضورها والاعتناء بأحكام طهورها وأن لا يتخلف عن الجماعة إلا لعذر بين أو أمر يكون معه الشهود غير ممكن وعليهم أن يلتزموا هذه الوظيفة أتم إلتزام ويقوموا بها مؤتجرين أحسن قيام ويشمروا عن ساعد كل جد واعتزام ويتعرفوا كل من تحتوي عليه المنازل ممن بلغ حد التكليف من الرجال ويتعهدوهم الحين بعد الحين والحال إثر الحال ويطلبوهم بالذكر بملازمة هذا العمل الذي قدمه الله على سائر الأعمال وليحذر المسلم أن يواقع بإضاعة المكتوبة أمرا إمرا ويترك من فرائض الإسلام ما يقتل متعمد تركه حدا أو كفرا وعلى معلمي كتاب الله أن يأخذوا الصبيان بتعلم الصلاة والطهارة والإدامة لإقامتها والموالاة وحفظ ما تقام به وأقل ذلك سورة فاتحة الكتاب وعلى كل إنسان في خاصته أن يأخذ صغار بنيه وكبارهم وسائر أهله ومن إلى نظره بذلك ويأمرهم به قال الله تعالى ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) وقال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
ثم اعلموا أن الصلاة بما آثرها الله به من وظائفها الشريفة وخصائصها